المصائب تصلح ما في الأنفس.. جدارية رسمها فنان تشكيلي لبعث الطمأنينة
كتبت: نورهان خالد البهنساوى
"المصائبُ تصلحُ في الأنفس ما أفسده رغدُ العيش"، لعلّ هذه الحكمة التي قالها الفيلسوف اليوناني "أفلاطون" قبل أكثر من ألفي وخمسمائة عام، تصلح لأن تكون عنواناً للجدارية التي رسمها الفنان التشكيلي البرازيلي "إداوارد كوبرا"، وعرضها في شوارع مدينة ساو باولو البرازيلية.
خمسة أطفال، اختلفت أعراقهم وألوانهم ودياناتهم لكنّ جميعهم تماثلوا بوضع قناع الحماية ضد ڤيروس كورونا المستجد على وجوههم، وكأن لسانهم يقول أن الخطر الداهم الذي يهدد البشرية قد بدد ملامح الإختلاف والتباين بين البشر، هذا ما تضمنته الجدارية التي أراد الرسام البرازيلي "إدواردو كوبرا"، أن يقول من خلالها: "إن ثمّة ما تربطنا ببعضناً إلى بعض، مسارًا ومصيرًا، وسط جائحة كورونا التي تجتاح العالم".
ويضيف كوبرا: "رسمت في الجدارية خمسة أطفال يمثلون الديانات الرئيسة في العالم (الإسلامية، المسيحية، اليهودية، البوذية والهندوسية)، رسمتهم وهم يتضرّعون إلى الله لكي يُلهم الأطباء والعلماء سبل التوصل إلى ما يبدد الخوف الذي استوطن القلوب".
الرسّام كوبرا -الذي يعتبر نفسه أحد المعنيين بشحذ الهمم للتصدي للوباء القاتل-، يجد أن دوره لا ينحصر في الجانب الإعلامي، وإنما يتعداه إلى جدية توفير الدعم المالي لمواجهة ڤيروس كورونا، قائلًا: "لقد قمت بنسخ الجدارية إلى عديد من النسخ المرقمة والموقعة بهدف جميع التبرعات من الناس".
الجدارية الفنية التي حملت دلالات إنسانية عميقة، لاقت استحساناً وقبولاً لدى سكّان مدينة "ساوبالو" البرازيلية، التي يعيش اهلها في العزل والحجر الصحي منذ أسابيع طويلة، يقول كوبرا: "لقد استطعنا الوصول إلى الآلاف من سكان المدينة، بفكرة أن العالم بأسره معني بالتصدي لهذا الخطر الداهم، مثل هذا العمل الذي يبعث في أنفسهم بعض من الطمأنينة".
ويمضي كوبرا في حديثه قائلاً: "أعتقد أن هذا هو الوقت المناسب للعالم لإعادة التفكير؛ للتوصل إلى تحقيق التصالح والوحدة بين البشر على اختلاف مشاربهم، فعندما نكون معاً فإننا نمنح القوة لبعضنا البعض، ونستطيع بالتالي التغلب على المصائب مهما اشتدّ مقدارها وعلا لظاها".
تعليقات
إرسال تعليق