كورونا ومستقبل التضامن الأوروبي في منطقة اليورو ...


مقال رأي بقلم د.محمد عبد العزيز
كاتب وباحث اقتصادي ومتخصص في الشئون الأفريقية

تُلقي أزمة تفشي وباء كورونا بظلالها على مستقبل التضامن الأوروبي في منطقة اليورو وبقاء تلك المنطقة من العالم كعملاق اقتصادي وهذا يتضح مما يلي بيانه :-
.. ألتقت رئيسة البنك المركزي الأوروبي
 '' كريستين لاجارد '' مع بعض الشباب الأوروبي من خلال تقنية الفيديو كونفرانس منذ أيام قليلة وصرحت بأن اقتصاد أوروبا وبخاصة منطقة اليورو سوف يشهد انكماش خلال العام الحالي يتراوح بين ٨% - ١٢% ، وهو الأمر الذي يعني أن أزمة كورونا سوف تفوق في تداعياتها السلبية ضعف التداعيات السلبية للأزمة المالية لعام ٢٠٠٨ على منطقة اليورو .
.. أعلن البنك المركزي الأوروبي لمنطقة اليورو لصانعي السياسات المالية حول العالم بأن البنك المركزي الأوروبي يتأهب لحالة الانكماش ويستعد لإطلاق حزم المساعدات والتدابير المالية للحد من الآثار الاقتصادية السلبية لتفشي وباء كورونا في منطقة اليورو .
.. بدأت الخلافات بين دول منطقة اليورو تظهر على السطح حول حجم المساعدات والتدابير المالية اللازمة لمواجهة الأزمة حيث ترى كلا من فرنسا وأسبانيا وإيطاليا ضرورة أن يتخطى حجم المساعدات والتدابير المالية لهذا العام فقط التريليون يورو ولم تتفق كل دول منطقة اليورو على تلك الرؤية بعد .
.. وفقا للتقديرات الأولية يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى تدابير مالية بقيمة تصل إلى ١.٥ تريليون يورو للتعامل مع تداعيات جائحة كورونا لكن لايزال هناك انقسام داخل دول منطقة اليورو حول حجم الدعم المطلوب .
.. تضامنت رئيسة البنك المركزي الأوروبي مع مقترح انشاء صندوق دعم بقيمة ٥٠٠ مليار يورو وفقا لاقتراح تقدمت به كلا من فرنسا وألمانيا .
.. أعلنت المفوضية الأوروبية عزمها على تقديم حزمة مالية لتحفيز اقتصاد منطقة اليورو تصل إلى ٧٥٠ مليار يورو وذلك بهدف تقديم دفعة للاقتصاد للحد من الركود الحاد الذي تمر به منطقة اليورو ، وسوف يتم توزيع ٥٠٠ مليون يورو من تلك الحزمة المالية في صورة منح للدول الأعضاء ، وسوف يتم إتاحة ٢٥٠ مليار يورو في صورة قروض لدول منطقة اليورو .
.. أعلنت عدة تقارير رسمية في منطقة اليورو أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين ١٥ - ٢٤ عاما يواجهوا خطر أكبر من غيرهم في فقدان وظائفهم وان معدل البطالة بين الشباب في منطقة اليورو ضعف معدل البطالة لمن هم أكبر سنا في منطقة اليورو .
.. حذرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي من دخول منطقة اليورو في أسوأ ركود في تاريخ منطقة اليورو وتاريخ أوروبا .
ومما تقدم ذكره يتضح لماذا تسعى الدول الأوروبية في منطقة اليورو للإسراع إلى عودة الحياة لطبيعتها تدريجيا في كافة القطاعات الاقتصادية رغم تضرر تلك الدول بصورة كبيرة من حيث اعداد الإصابات وإعداد الوفيات وحجم الدعم المالي المطلوب لدفع عجلة الاقتصاد في تلك الدول لأنه ببساطة معظم سكان أوروبا ومنطقة اليورو من الكبار في السن ومعظم سكان أوروبا قضوا وقتا طويلا في الحجز المنزلي مع توقف لعجلة  الانتاج نتيجة تفشي وباء كورونا وكل هذا يدفعهم إلى الإسراع للخروج من الركود الحاد هروبا من شبح الكساد الذي قد يطيح بدوره بفكرة بقاء منطقة اليورو كعملاق اقتصادي قوي ومتماسك في هذا العالم خاصة وأن هناك اختلافات في الأولويات والتوجهات والسياسات لدول منطقة اليورو ذاتها سواء في مواجهة فيروس كورونا أو في مواجهة ملفات إقليمية ودولية أخرى ، فهل ستنجح دول منطقة اليورو في الاتحاد فيما بينها لمواجهة تداعيات وباء كورونا والخروج بقوة وتماسك أم ستعصف أزمة كورونا بمنطقة اليورو لتخرج المزيد من الدول من الاتحاد الأوروبي كما خرجت المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي قبل أزمة وباء كورونا ، هذا ما سوف تجيب عليه الأيام والسنوات المقبلة .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طيف أزرق.. أنشطة مشروع تخرج كلية الآداب قسم الإعلام جامعة المنيا

فعاليات مشروع تخرج كلية الآداب قسم الإعلام بجامعة المنيا

فى كلية الإدارة والعلوم المالية والاقتصادية