كورونا ليست نهاية العالم

بقلم / بسمة محمد عبد العال
اخصائية نفسية وارشاد اسري

إن أعظم شيء يميز الإنسان عن أي مخلوق آخر في الوجود هو فضيلة التحدي، تحدى كل ما يواجهه من معاناة أو محن مهما كان جسارتها وشدتها
ومن اعظم التحديات الحالية هو ذلك التحدي المتعلق بجائحة فيروس كورونا. وتحدي ذلك الوباء يتمثل في مقاومة وجوده داخل جسدك وجسد اقرب الناس لم بل وكل المجتمع المحيط بك
كن على يقين كامل في أنك أنت فقط من يستطيع هزيمته، إنه  تحدي نوع آخر لأنه تحدي لمجهول يمثل خطرا يحدق بالبشرية جميعا، واذا تسرخ لديك اليقين في أنك ستكون الطرف المنتصر في هدا التحدي فحتما سوف تنتصر من خلال هذا اليقين اضافة إلى الأخذ باسباب النجاة بما يفسد وجود هذا الوباء العتيد.
أنت تعيش فى عالم مر بالازمات التي لا حصر لها والعديد منها يفرق جائحة فيروس كورونا. عالم مر بفيضانات وزلزال وبراكين ومجاعات وأوبئة أشد فتكآ من كورونا. اضطرابات وثوارات وحربين عالميتين
اليك مثلًا، اليابان من كان يتصور أن بعد ضربها بقنبله ذرية انتها ستستطيع النهوض مره أخرى ليس ذلك وحسب بل اصبحت من أكثر الدول تقدما وتطورا ورفاهية. أيضا تضررت ألمانيا واختفت فيها مدن بأكملها إبان الحرب العالميه الثانية لاعود من جيد أكثر قوة وتقدما مما كانت عليه.
ومصر بلد الآمن والأمان التي  تمرض ولا تموت  ... هذه المقوله عندما تسمعها قد تشعر للحظه انها مبالغه من شخص يمتدح وطنه ولكن هي حقيقة من حقائق التاريخ القديم والحديث، وتحد العديد من الأحداث ما يؤكد هذه المقوله و مثال ذلك ماحدث فى عهد الدولة الفاطمية في مصر، حيث حدثت شده تسمى الشدة المستنصرية، وهو مصطلح يطلق على مجاعة حدثت بمصر نتيجة غياب مياه النيل بمصر  لسبع سنين متواصلة عرفت بالسنين العجاف وكانت في نهاية عصر الخليفة الفاطمي المنتصر بالله في مستهل النصف الثاني من القرن الخامس الهجري من تاريخ الدولة الفاطمية في مصر ١٠٣٦ - ١٠٩٤.
روى المؤرخون حوادث قاسية ترتبط بهذه المِحنة، فلقد تصحرت الأرض وهلك الحرث والنسل وخطف الخبز من على رؤس الخبازين وأكل الناس القطط والكلاب حتى أن بغلة وزير الخليفة الذي ذهب للتحقيق في حادثة أكلوها وجاع الخليفة نفسه حتى أنه باع ما على مقابر أبائه من رخام وتصدقت عليه ابنة أحد علماء زمانه وخرجت النساء جياع
وذكر ابن إلياس أن الناس أكلت الميتة وأخذوا في أكل الأحياء وصنعت الخطاطيف والكلاليب؛ لاصطياد المارة بالشوارع من فوق الأسطح وتراجع سكان مصر لأقل معدل في تاريخها وظهر فى ذلك الوقت بدر الدين الجمالى استعان به الخليفه لأن كان شخص حازم  قام بفرض قيوده والقضاء على جشع التجار وضبط الرى والزراعة وخرج الشعب من تلك الأزمة بسلامة وأطلق اسم حى الجماليه على تلك المنطة ... في هذه الامثلة وغيرها معنى خفي يجب أن تدركه هو أن كل مر سيمر فقط بالإرادة والتحدى، هذا هو شعار الحياة التى تجبرنا أحيانا على مواجهة الصعاب العتية التى تجعلنا على وشك الاستسلام والضعف لها، ولكن نعود لننتصر في تؤدة وثبات.

تلك الازمه سوف تمر  بالمواجهة والإرادة واليقين فدائما ما يكون الحل للخروج من أى مأزق هو الإيمان بالله أولا ثم باليقين في أنك قادر على هزمية الوباء وتخطي الازمة مهما كانت ضراوتها.

استمر بالمحافظه على سلامتك وسلامة أسرتك  والتزم بكل معايير السلامة واسباب النجاة .... ومن دائما على يقين أن غدًا أجمل