"الخلفاء الراشدين 1- خلافه ابو بكر الصديق .
كتبت روضه شعبان محمد حطب
(اسمه ولقبه)
هو عبد الله بن أبي قحافه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مره بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التميمي، يلتقي مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في مره،( وقد لقب ابا بكر "بعتيق "وذلك اما لعتقه من النيران، وأما لعتاقه وجهه اي حسنه وجماله، واما لا نه لم يكن بنسبه شيء يعاب به) .
هذا وقد اجتمعت الامه علي تسميته بالصديق " لمبادرته الي تصديق رسول الله صلي الله عليه وسلم ولازم الصدق ،وكانت مواقفه في الإسلام محموده، وفي مقدمتها موقفه من حادثه الإسراء والمعراج، ومدي ثباته، وتركه لأسرته، وملازمته لرسول الله صلي الله عليه وسلم في الغار، وطول طريق الهجره، وموقفه يوم بدر، ومؤازرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وموقفه اخيرا في مرض موت الرسول صلى الله عليه وسلم، وبكائه عندما سمعه يقول صلي الله عليه وسلم (ان عبدا من عباد الله خيره الله بين الدنيا والآخرة، فاختار الاخرة) .
ثم كان التحويل الخطير في شخصيه الصديق الذي زامن وفاه الرسول صلى الله عليه وسلم حيث تحلي بالثبات،والشد من ازر الامه وتسكينها امام هذا الحدث الجليل، وما كان من موقفه العظيم في السقيفه، وما تلا من تصميمه علي إنفاذ بعث اسامه بن زيد، وقتال المرتدين، وما احتج به علي الصحابه هي هذه الأمور، وما كان من تدشينه لحركه الفتوحات في العراق والشام، وجمعه للقران وقد ختم الصديق مشواره بأحسن المناقب واجل الفضائل، وهو استخلافه عمر بن الخطاب علي المسلمين، ووصيته له، واستيداعه الله امر الامه، فخلف المولي عز وجل فيهم احسن الخلافه، والحقيقة أن مناقب الصديق أكثر من ان تحصي رضي الله عنه وارضاه.
(مولده ونشأته )
ولد ابو بكر الصديق بعد مولد النبي صلى الله عليه وسلم (بستين واشهر)،
ومات له (ثلاته ستون سنه )، وجاء في ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر؛ انا اكبر ام انت ؟ قال : انت اكبر وانا اسن منك .
نشاء ابو بكر في مكه، ولم يخرج منها الا للتجارة، وهو من اثرياء قريش ذو مال جزيل، وذو مروءه واحسان، وهو من رؤساء قريش في الجاهليه، ومن اهل المشوره فيهم، ولما ظهر الإسلام آثره علي ماسواه، ودخل فيه، وكان من جمله أحد عشر من قريش اتصل شرفهم في الجاهليه بشرفهم في الإسلام، وكان اليه أمر الديات، وذلك انه لما هلك عبد المطلب بن هاشم لم تجد قريش من يسد مسده في الزعامه، فوزعت المهام التي كان يقوم بها علي القبائل فكان لبني تيم الديات والمغارم.
ولم يؤثر عن أبي بكر أنه شرب خمرا في الجاهليه، ولما سئل عن ذلك قال: كنت اصون عرضي واحفظ مروءتي، وأن من شرب خمرا كان مضيعا في عرضه ومروءته، كما أنه لم يؤثر عنه أنه قال شعرا.
(وعن صفته رضي الله عنه )
فقد كان كما روت امنا عائشة رضي الله عنها، رجل ابيض نحيف، خفيف العارضين، له انحناء في الظهر، وكان وجهه قليل اللحم، غائر العينين، وكان يخضب بالحناء لان الشيب كان قد خالط سواد راسه.
( صحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم )
صحب الصديق ( رضي الله عنه ) الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) من وقت اسلامه، حتي انتقل الي الرفيق الأعلي، ولم يفارقه ابدا، إلا ما كان من إذن الرسول صلى الله عليه وسلم له في حج او غزو، وهاجر معه من مكه الي المدينه، وشهد معه المشاهد كلها،
وفيه نزل قوله تعالي: ( ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا) ولم تأخذه في الإسلام لومه لائم، ولم يفضل حتي ابناءه علي دينه.
(عن شجاعه رضي الله عنه )
فيروي عن علي ابن ابي طالب انه قال : لما صنعنا "لرسول الله صلى الله عليه وسلم " عريشا يوم بدر، قلنا من يكون "مع رسول الله صلى الله عليه وسلم " لئلا يقترب منه أحد من المشركين، فما برز الا ابو بكر شاهرا سيفه، وقبل البعثه كان نفر من المشركين اجتمعوا علي" رسول الله صلى الله عليه وسلم " بعضهم يميل عنقه والاخر يسوقه سوقا عنيفا، ويقولون: هذا الذي جعل الإلهه الها واحدا فجاء ابو بكر مسرعا يضرب هذا ويعنف هذا وهو يقول: ويلكم اتقتلون رجلا ان يقول ربي الله، وإلل الأبي بكر خير من مؤمن ال فرعون، ولساعه من ابي بكر خير من ألف ساعه من مؤمن ال فرعون .
وكان رضي الله عنه اجود الصحابه بماله علي "رسول الله صلي الله عليه وسلم " وعلي الدعوه الاسلاميه.
وفيه قال تعالي : ( وسيجنبها الاتقي الذي يؤتي ماله يتزكي )
"وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقضي في مال ابي بكر مايقضي في مال نفسه، وكان رضي الله عنه يوم اسلم له أربعون الف دينار، وقيل ( درهم ) فأنفقها علي "رسول الله صلى الله عليه وسلم "، وفي ماله (رضي الله عنه ) اعتق سبعه كانوا يعذبون في الله .
وانفاذا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم في التصديق حين أمرهم بذلك، فجئت بنصف مالي، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ماابقيت لأهلك، فقلت: مثله يا رسول الله، واتي ابو بكر بكل ما عنده، فقال: ياابا بكر ماابقيت لأهلك ؟ قال : ابقيت لهم الله ورسوله، فقلت: لا اسبقه في شيء ابدا، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما ألاحد عندنا يد الا وقد كافأناه الا ابا بكر، فأن له عندنا يدا يكافئه الله بها يوم القيامه ، وما نفعني مال احد قط ما نفعني مال ابي بكر ) .
وكان أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) من اعلم الصحابه، يدلنا علي ذلك توفيقه في الحكم علي مانعي الزكاه، وتوقف بقيه الصحابه علي الحكم، حتي باحثهم فيه، فاهتدوا لحكمه، كما أنه رضي الله عنه كان اول من فهم من الصحابه تخبير الرسول صلى الله عليه وسلم في مرض موته بين ما عند الله وبين الدنيا، فبكي وقال : بل نفديك بأبائنا وامهاتنا يا رسول الله ، فتعجب الصحابه من بكائه .
( منهجه في الحكم )
ويمكن أن نستوضح منهجه في الحكم ( الذي كان بمثابة الميثاق الذي قطعه علي نفسه كاي برنامج انتخابي لاي مرشح لاي منصب ) من خلال كلماتها التي القاها علي الحضور من جموع الامه بعد البيعه حيث تكلم فحمد الله واثني عليه، ثم قال: اما بعد أيها الناس فأني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فأن أحسنت فأعينوني، وأن اسات فقوموني، الصدق امانه، والكذب خيانه، والضعيف فيكم قوي عندي حتي اريح عليه حقه أن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف عندي حتي اخذ الحق منه ان شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشه في قوم قط الا عمهم الله بالبلاء، اطيعوني مااطعت الله ورسوله فان عصيت الله ورسوله فلا طاعه لي عليكم، قوموا الي صلاتكم يرحمكم الله .
بالتوفيق ي صاحبي 💋
ردحذف