قصر البارون

كتبت الأثرية:- مارتينا سمير اديب
كان هناك شخص يدعي
 Édouard Louis Joseph Empain
 ‏رست سفينة لة في أواخر القرن التاسع عشر و هو
 مليونير بلجيكي (رجل اعمال) و منحة ملك بلجيكا ليوبولد الثاني لقب بارون في عام 1907م تقديراً لمجهوداته في تمويل مستعمرات المملكة البلجيكية و جاء من الهند الي مصر في أواخر القرن التاسع عشر بعد فتتاح قناة السويس بمدة قصيرة حيث كان دائم التنقل بين كل بلدان العالم مثل المكسيك و البرازيل و الكونغو و الهند  و لكنة عاش في الهند فترة طويلة جداً و تأثر بعاداتهم و تقاليدهم و كان للهند مكانة خاصة لدية لانة تعب فيها و هم من قاموا بمعالجته و لكن انهتي به التنقل و الترحال في القاهرة حيث أغرم البارون بمصر و الحضارة المصرية حتي أنه أوصي أن يدفن في أرضها حتي وان مات وهو في الخارج حيث أنة  توفي في بلجيكا في 22 يوليو 1929م ونقل جثمانه إلى كنيسة البازيليك في هيليوبوليس لكن البارون كان قد اختار هضبة عالية بين قناة السويس و القاهرة لكي يبني عليها قصرة و ترتب علي ذلك أنه بدأ في إقامة مشروع سكني في صحراء القاهرة بأسم هليوبوليس اى مدينة الشمس و نذكر أيضا أن البارون قد اشترى         
 ‏الفدان بجنية واحد فقط و ذلك لأن المنطقة ليس بها اى مواصلات أو خدمات فقرر البارون أعمارها لكي يجذب السكان لها فكلف المهندس البلجيكي أندرية برشلو الذى كان يعمل في ذلك الوقت مع شركة مترو باريس بأنشاء خط يربط بين هليوبوليس و القاهرة و بدأ أيضا فى إنشاء المنازل على الطراز البلجيكي الكلاسيكي كما انشاء ايضا مساحات بها حدائق كبيرة بالإضافة أنة بني فندقاً ضخما هو فندق هليوبوليس القديم الذي ضُمَّ لاحقاً إلى القصور الرئاسية بمصر ويستخدم حالياً كمقر رسمي لرئيس الجمهورية تحت اسم "قصر الاتحادية"
 ‏ و اختار تصميم لقصره على طراز العمارة الهندوسية الأوروبية للمهندس الفرنسي الكسندر مارسيل و هذا التصميم  قد عرضة المهندس خلال معرض هندسي في باريس و صمم المهندس أيضا القاعة الكبرى فى فندق هليوبوليس بالقاهرة و قصر مهراجا كابورتالا في الهند و لكن لابد أن نذكر أنة أسند زخارف القصر الي الفنان جورج لويس كلود.
 ‏ تميز تصميم  الداخلي للقصر بأنه من فنون عصر النهضة الأوربية، حيث لا تغيب الشمس عن حجراته و ردهاته أبدًا .  والتصميم الخارجي على طراز المعابد الهندوسية القديمة التي من أمثلتها معبد أنكور وات في كمبوديا.
 مساحة القصر  الداخلية فهو مكون من سبع حجرات توزع  على طابقين. الطابق الأول به صالة كبيرة وثلاث حجرات إحداها للضيافة والثانية للمائدة أما الثالثة فخصصها البارون  للعب البلياردو، وعن طريق السلم الرخامي المزين بدرابزين الذى يوجد به تماثيل هندية صغيرة   دقيقة الصنع يصعد إلى الطابق الثاني الذي يتكون من صالة كبيرة وأربع غرف نوم كبيرة أرضياتها من الباركيه و يوجد في كلاً منها حمام خاص بها الذي تكسي  بالفسيفساء ذات الألوان الزرقاء البرتقالية والحمراء ولكل غرفة شرفة خاصة محمولة على تماثيل الفيلة الهندية وغطيت أرضيتها بالفسيفساء الملونة .
سطح القصر "البانوراما" يشبه بمنتزه استخدمه البارون في بعض الحفلات التي أقامها  وكان هذا  المكان يفضلة لتناول الشاي وقت الغروب، وجدران السطح عليها رسوم نباتية وحيوانية وكائنات خرافية.

خصص البارون البدروم (السرداب) للمطابخ وأماكن انتظار السيارات وحجرات الخدم والمغاسل ، و على الجانب الأيسر للقصر برج كبير كان يدور على قاعدة متحركة  مثبته بتروس تدور دورة كاملة كل ساعة حتي يستطيع من يجلس فيه أن يرى ما حوله من جميع الاتجاهات، ويتكون البرج  من أربع طوابق يصل ببنها سلم حلزوني تزين جوانبه الخشبية بالرخام وعلى درابزينه نقوش من الصفائح البرونزية مزينة بتماثيل هندية دقيقة النحت. وحول القصر حديقة فناء بها زهور ونباتات، وأسفله نفق يصل بينه وبين "كنيسة البازيليك".
استخدم في بناء القصر المرمر والرخام الإيطالي والزجاج البلجيكي البلوري الذي يمكن من بداخل القصر أن يرى كل من في الخارج.
يضم القصر مجموعة من التماثيل والتحف النادرة المصنوعة من معادن نفيسة، منها ما جلبه البارون من الهند مثل تماثيل بوذا والتنين الأسطوري، ومنها أوروبي الطراز المصنوع من الرخام الأبيض ذو ملامح يونانية ورومانية، بالإضافة إلى تماثيل لراقصات يؤدين حركات تشبه حركات راقصات الباليه. وداخل القصر ساعة أثرية قديمة توضح الوقت بالدقائق والساعات والأيام والشهور والسنين مع توضيح تغييرات أوجه القمر ودرجات الحرارة و بذلك يعتبر القصر تحفة معمارية.
بدأ بناء القصر  في عام 1906م و تم افتتاحه في عام 1911م و حضر هذا الافتتاح السلطان حسين كامل، أقام البارون إمبان في القصر منذ ذلك افتتاحة، كان للبارون بنت اسمها "آن" اتعرفت على صديقتها" سليڤيا" و كانت من عبدة الشيطان فأعطت ل آن هدية و كانت عبارة عن لوحة بها شكل صليب مقلوب قام بتعليقها في غرفتها و من هذا الوقت بدأ يحدث لها اشياء غريبة و كانت تستغل فرصة سفر البارون و تحضر أصدقائها للغرفة الوردية التى كان البارون يحرم على اى فرد من العائلة دخولها غيرة و كانوا يقوموا بتشغيل اغاني مزعجة و قاموا برقص هستيرى و يقوموا أيضا بذبح الطيور كالخفافيش  و يحضروا أيضا الكتب الدينية و يقوموا بالدوس عليها و يقرأوها معكوسة تقربا للشياطين و من بدأت الحرام تحدث واحدة تلو الآخرى أولها زوجة البارون عندما تعطل بها الاسانسير و هي خارجة من القبو و ماتت كأن هناك من قام بقتلها و بعدها أخت البارون "هيلانة"التي كانت واقفة فى بلكونة البرج الأساسى و اتعطل الترس فجاءة  وقعت من البلكونة من الناحية الجنوبية و نزلت على الأرض ميته بعدها مقتل 6 خدمات على حوادث متفرقة انتهت بمقتل رئيسة الخدم " دى مورييه" التى و جدت في الاسانسير الخاص بالطعام ميته بداخلة و رأسها منفصلة عن جسدها و الغريب أن "آن" بعد كل جريمة تحاول الانتحار و يتم إنقاذها فى آخر لحظة إلى أن نجحت فى الانتحار فى سن التاسعة عشر و ايضا اخو البارون وجدوه مقتول في السرداب و ابنة البارون الثانية "ميريام" وجدوها ملقي في بير السلم و علامات الرعب على وجهها البر ئ
كل هذا الحوادث تسببت في صرع للبارون و تشنوجات عضلية شديدة فسافر الي بلجيكا حتي يعالج و توفي هناك و لكن جثمانة نقل الي مصر ودفن فيها ومن هذا الوقت الوقت القصر مهجور حتي عام 1982 و لكن الذين يسكنون بجوار القصر قدموا شكوى أنهم يسمعون صوت اثاث بينقل من غرفة الي آخرى في منتصف الليل و الاضواء التي تضيئ فجاءة في الساحة الخلفية للقصر و تنطفئ فجاءة   و صوت اغاني صادر من القصر و دخان كثير خرج من القصر ( حريق في الكثير ) و قاموا بالاتصال بالشرطة و لكنهم تفاجئوا أنه لا شئ حرق حيث شاهدوا دخان ينبعث من غرفة القصر الرئيسيه يدخل في شباك البرج الرئيسي للقصر ومن ثم ظهر و هج نار و انطفئ دون أن يعمل على انطفائة أحد  و تبلغ درجة تصديق السكان المجاورين للقصر بوجد اشباح حد كبير فيروى أحد بوابين العمارات المواجهة للقصر أن الاشباح لا تظهر في القصر الا ليلا  ولا تعطى لأى أحد أن يبقا في القصر مهما كان الثمن  و من الأساطير التي تحكي عن القصر أن روح هيلانة هي التي تتسبب في كل ذلك لأن البارون رفض دفنها في مدافن العائلة و تم دفنها في الصحراء لوحدها بعيد جدا عن القصر و الكنيسة التي تدفن فيها العائلة و أن هذا الأقاويل ا جعلت قصر البارون بيتا حقيقيا للرعب و لابد أن نذكر أن البارون ولد بعرج يظهر فى قدمية و كان مريض بالصرع أيضا فكانت تأتي لة نوبات صرع و يسقط في حديقة قصرة و تشرق علية الشمس و كلبة يقف إلى جوارة إلي أن يستيقظ و ذلك لأن البارون كان صارم جدا فلا أحد من الخدام يستطيع أن يقترب منه إلا بأمرة و نشير أيضا أن الغموض الذى يحيط بالقصر هي غرفة حرٌم البارون امبان دخولها حتي على ابنته و اختة و هي الغرفة الوردية ببدروم القصر و هذا الغرفة تفتح أبوابها على مدخل سرداب طويل الذى يمتد إلى كنيسة البازيليك التي دفن فيها البارون بعد موته  و القصص الشعبية تشير أن روح هيلانة سخطت من تأخر البارون فى إنقاذها و هو ما تسبب فى تعطيل تروس البرج الدائر حتى الآن لم يدر من وقتها و هناك أقاويل ان البارون نجح  بعد وفاة اختة في تحضير روحها لكي يعتذر لها على عدم سرعته فى إنقاذها بعد سقوطها من غرفتها و من المرجح أن روح أخته لم تقبل الاعتذار ما أدى إلى دخول البارون فى اكتئاب حتي وفاته  و هنا يأتي السؤال هل كل هذا حقيقة أم خرفات فالحقيقة لا احد يعلم !
و انتقلت ملكية القصر بعد و فاة  البارون إلى ابنه "جان" حتى توفي في عام 1946م فتم دفنه بجوار والده في كنيسة البازيليك. ورث القصر  أحفاد البارون إمبان بعد وفاة والدهم "جان"، ومنذ ذلك الوقت تعرض القصر للإهمال لسنوات طويلة، ثم بيع في عام 1954م بكل محتويات خلال  مزاد علني إلى السوري محمد بهجت والسعودي محمد علي رضا وشقيقه علي رضا مقابل مبلغ قدره 160 ألف جنيه فقط. وفي عام 1993م  سجل القصر رسمياً كأثر. وفي عام 2005م قامت الحكومة المصرية بشرائه لقيمته الأثرية والمعمارية،من ملاك القصر السوريين والسعوديين مقابل منحهم قطعة أرض بديلة بالقاهرة الجديدة بقيمة تساوي الثمن المقدر للقصر وقتها وهو 125 مليون جنيه مصري (21.5 مليون دولار أمريكي) ، وبدأت وزارة الآثار المصرية أعمال ترميمه في عام 2017 والتي انتهت بافتتاحه في عام 2020. يقع القصر حالياً في قلب منطقة مصر الجديدة بالقاهرة.